بين أوهام الطالب وواقع الجامعة معالم لترشيد التجربة
منتديات دزاير سات - dzair-Sat Forum :: منتديات التعليم :: الجامعة و البحث العلمي :: قسم الطور الجامعي
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
بين أوهام الطالب وواقع الجامعة معالم لترشيد التجربة
بين أوهام الطالب وواقع الجامعة
معالم لترشيد التجربة
بقلم: أ. جيلالي بن فرج حسين
ككل عام ومنذ نجاحي في شهادة البكالوريا ودخولي عالَم الجامعة الذي خَبِرت كثيرا من جوانبه _ بفضل حاسَّة المستكشف الفضولي لدي، واهتمامي بالتفاصيل، وتسجيلي لها _ جعل الكثير ممن اجتاز عتبة البكالوريا بنجاح يقصدني من أجل التوجيه والنصح، وإني لسعيد بذلك لكوني أزعم أنَّ رصيدي من تجربتي الجامعية النوعية يؤهلني لبعض ذلك، ولعل أهم ما جعل لتجربتي في الجامعة هذا المعنى هو حماسي الشديد وفضولي الأكيد لاستكشاف التفاصيل الدقيقة في هذا العالَم، ورغبتي الملِّحة على أخذ صورة متعددة الأبعاد لهذه الحياة الجديدة التي شعرت فيها لأول مرة باستقلاليتي، خارج اطار الأسرة والحي والولاية، بل وباستقلالي العلمي بعيدا عن الاملاء والتقليد، وكنت أتساءل كيف سأكون؟ هل سأنام؟ هل سيصيبني الأرق؟ من سألتق من الأساتذة أو الأصدقاء؟ ومن أي نوع هم؟ ما الذي ستضيفه لي الحياة الجامعية؟ وهل سأتأثر بها؟ هل سيتغير تفكيري؟ خاصة وأن الكثير من معارفك سينتظرون ماذا تصنع منك الجامعة؟ وهل ستغير في الشخص الذي عرفوه قبلا أم لا؟ هذا وغيره هو ما جعلني استسهل كل شيء وأهوِّن من أمر الصعوبات والتحديات أيَّا كانت في سبيل ارضاء نهمي وفضولي، وكنت مستعدا لذلك بأي ثمن، وكان عليَّ خوض غمار هذه التجربة بكل حزم وتجلد. إن هذا الشعور الذي طغى على مشاعري وأحاسيسي تركني أستعذب المعاناة والآلام التي مرَّت بي، والتي قد ذاقها كل من عرف الحياة الجامعية.
أوهام ما قبل الجامعة:
بعد النجاح في شهادة البكالوريا وتسجيل الطالب في الجامعة والتخصص الذي وُجِّه له راغبا أو مكرها، سيسبح في بحر من الأحلام العذْبة والأوهام كذلك، فهو يعلم أنه مقبل على حياة جديدة يمتد عمرها إلى ثلاث سنوات أو تزيد، حياة لا يعلم عنها الا معلومات ضبابية باهتة لأنها لم تكن قبل ذلك محل اهتمام له، وهو لا يعلم أو لا يستشعر حقيقةَ أنه سيفتقد في حياته هذه دفئ الأسرة ومتعة الجلسات مع الأصدقاء والخلَّان خاصة الذين شاركهم التحضير للبكالوريا، وأنه سيفتقد حياة الطفل المدلل الذي يجد مأكله ومشربه على المائدة متى دعاه داعي الجوع، كما يجد ثيابه مرتَّبة في الخزانة يختار منها ما يروق له صباحا وعشية، فربما هو لا يدرك أن لا أمَّ ولا أخت لتحضير غداءه وعشاءه وغسل ملابسه وتنظيف غرفته في حياته الجامعية، فيكون هذا أول منغص لسروره بالنجاح. ولا أجدني الا معترفا لكم بمدى تذمري وتحرجي الشديد من حمل حقيبة مليئة بالملابس والكتب جيئة وإيابا، كما أعترف لكم وبكل صدق بصدمتي الأولى عندما رأيت صديقا لي في الغرفة في الأسبوع الثاني من حياتي الجامعية منهمكا في غسل ملابسه؟ وأنا أنظر إليه في دهشة واستغراب شديدين؟ ومن هنا بدأت أستشعر بمرارة قيمة الأسرة ووظيفتها، فنحن البشر هكذا لا نعرف قيمة الشيء الا بعد فقده، ولا أخفيكم أن مشاهد غسل الثياب وتجفيفها وتنظيف الغرفة وإعادة ترتيبها، وكذا طي الأفرشة وترتيب السرير كان أكثر ما يثير تذمري وسخطي وغثياني، بناء على هذا سأقرر لاحقا وبعد عام من معاناة مريرة أن لا أحمل حقيبة وأن لا يزيد مُكثي في الجامعة عن الأسبوعين.
لذلك سيكون أول تحدِّ للطالب الجامعي الجديد هو صعوبة التكيُّف مع الوضع الجديد خارج محيط أسرته وحيِّه، فهو سينتقل الى بيئة جديدة وأسرة جديدة ومحيط جديد، يختلف كل الاختلاف عمَّا أَلِفَه واعتاده في حياته سابقا، وكثيرا ما يعبِّر بعض الطلبة والطالبات خاصة، عن صعوبة التكيف والتدرج في الحياة الجديدة ومرارة افتقاد جو الأسرة ودفئها بذرف الدموع والتبرم من الأوضاع ومحادثة الوالدين الساعات الطوال في اليوم، وحتى محاولة الرجوع الى البيت. إن هذا الشعور الاعتيادي سرعان ما يزول لأن الأيام وحدها كفيلة بعلاجه، بالإضافة الى حركية الحياة الجامعية وحيويتها التي سرعان ما ينخرط فيها الطالب عن طواعية وبمنتهى العفوية.
غير أن الوهم الفتَّاك الذي كثيرا ما يتلبَّس بعض الطلبة هو اعتقادهم أن مرحلة الجامعة ما هي الا مرحلة لجني الثمار، وأن كل شيء فيها سهل وأن الجامعة مرادفة للحرية المطلقة، وأن النجاح فيها بالمجان، ويرفع بعضهم شعار "الطلعة للجميع والدراسة لمن أراد" وهو شعار المتواكلين الكسالى، ثم سرعان ما يتبدد هذا الوهم حين يرى الطالب صرامة الأساتذة واقصائهم لكثير من الطلبة لأبسط الأسباب وجرِّهم للمجالس التأديبية والفصل من الجامعة.
وهناك وهم آخر لا يقل فتكاً عن وهم "ذهان السهولة" هو جهل الطالب بواقع جامعاتنا.
واقع جامعاتنا:
إن ذلك "التلميذ المدلل" الذي سيصبح "طالبا جامعيا" غيرُ ملِّم بشتَّى المشاكل التي تتخبط فيها جامعاتنا، تلك المشاكل التي تعتبر أكبر المنغِّصات التي ستفقده بعض حماسه واندفاعه، وتنكِّد عليه فرحة النجاح، ولا أزال أذكر صدمتي بواقع الجامعة والاقامة الجامعية التي كتبت إبَّانها قصيدتين شعريتين تعبِّران عن هول الصدمة والمفاجأة بعد نشوة النجاح، وتصوران بعض مشاهد المأساة وكان أن قلت في إحداها:
ككل عام ومنذ نجاحي في شهادة البكالوريا ودخولي عالَم الجامعة الذي خَبِرت كثيرا من جوانبه _ بفضل حاسَّة المستكشف الفضولي لدي، واهتمامي بالتفاصيل، وتسجيلي لها _ جعل الكثير ممن اجتاز عتبة البكالوريا بنجاح يقصدني من أجل التوجيه والنصح، وإني لسعيد بذلك لكوني أزعم أنَّ رصيدي من تجربتي الجامعية النوعية يؤهلني لبعض ذلك، ولعل أهم ما جعل لتجربتي في الجامعة هذا المعنى هو حماسي الشديد وفضولي الأكيد لاستكشاف التفاصيل الدقيقة في هذا العالَم، ورغبتي الملِّحة على أخذ صورة متعددة الأبعاد لهذه الحياة الجديدة التي شعرت فيها لأول مرة باستقلاليتي، خارج اطار الأسرة والحي والولاية، بل وباستقلالي العلمي بعيدا عن الاملاء والتقليد، وكنت أتساءل كيف سأكون؟ هل سأنام؟ هل سيصيبني الأرق؟ من سألتق من الأساتذة أو الأصدقاء؟ ومن أي نوع هم؟ ما الذي ستضيفه لي الحياة الجامعية؟ وهل سأتأثر بها؟ هل سيتغير تفكيري؟ خاصة وأن الكثير من معارفك سينتظرون ماذا تصنع منك الجامعة؟ وهل ستغير في الشخص الذي عرفوه قبلا أم لا؟ هذا وغيره هو ما جعلني استسهل كل شيء وأهوِّن من أمر الصعوبات والتحديات أيَّا كانت في سبيل ارضاء نهمي وفضولي، وكنت مستعدا لذلك بأي ثمن، وكان عليَّ خوض غمار هذه التجربة بكل حزم وتجلد. إن هذا الشعور الذي طغى على مشاعري وأحاسيسي تركني أستعذب المعاناة والآلام التي مرَّت بي، والتي قد ذاقها كل من عرف الحياة الجامعية.
أوهام ما قبل الجامعة:
بعد النجاح في شهادة البكالوريا وتسجيل الطالب في الجامعة والتخصص الذي وُجِّه له راغبا أو مكرها، سيسبح في بحر من الأحلام العذْبة والأوهام كذلك، فهو يعلم أنه مقبل على حياة جديدة يمتد عمرها إلى ثلاث سنوات أو تزيد، حياة لا يعلم عنها الا معلومات ضبابية باهتة لأنها لم تكن قبل ذلك محل اهتمام له، وهو لا يعلم أو لا يستشعر حقيقةَ أنه سيفتقد في حياته هذه دفئ الأسرة ومتعة الجلسات مع الأصدقاء والخلَّان خاصة الذين شاركهم التحضير للبكالوريا، وأنه سيفتقد حياة الطفل المدلل الذي يجد مأكله ومشربه على المائدة متى دعاه داعي الجوع، كما يجد ثيابه مرتَّبة في الخزانة يختار منها ما يروق له صباحا وعشية، فربما هو لا يدرك أن لا أمَّ ولا أخت لتحضير غداءه وعشاءه وغسل ملابسه وتنظيف غرفته في حياته الجامعية، فيكون هذا أول منغص لسروره بالنجاح. ولا أجدني الا معترفا لكم بمدى تذمري وتحرجي الشديد من حمل حقيبة مليئة بالملابس والكتب جيئة وإيابا، كما أعترف لكم وبكل صدق بصدمتي الأولى عندما رأيت صديقا لي في الغرفة في الأسبوع الثاني من حياتي الجامعية منهمكا في غسل ملابسه؟ وأنا أنظر إليه في دهشة واستغراب شديدين؟ ومن هنا بدأت أستشعر بمرارة قيمة الأسرة ووظيفتها، فنحن البشر هكذا لا نعرف قيمة الشيء الا بعد فقده، ولا أخفيكم أن مشاهد غسل الثياب وتجفيفها وتنظيف الغرفة وإعادة ترتيبها، وكذا طي الأفرشة وترتيب السرير كان أكثر ما يثير تذمري وسخطي وغثياني، بناء على هذا سأقرر لاحقا وبعد عام من معاناة مريرة أن لا أحمل حقيبة وأن لا يزيد مُكثي في الجامعة عن الأسبوعين.
لذلك سيكون أول تحدِّ للطالب الجامعي الجديد هو صعوبة التكيُّف مع الوضع الجديد خارج محيط أسرته وحيِّه، فهو سينتقل الى بيئة جديدة وأسرة جديدة ومحيط جديد، يختلف كل الاختلاف عمَّا أَلِفَه واعتاده في حياته سابقا، وكثيرا ما يعبِّر بعض الطلبة والطالبات خاصة، عن صعوبة التكيف والتدرج في الحياة الجديدة ومرارة افتقاد جو الأسرة ودفئها بذرف الدموع والتبرم من الأوضاع ومحادثة الوالدين الساعات الطوال في اليوم، وحتى محاولة الرجوع الى البيت. إن هذا الشعور الاعتيادي سرعان ما يزول لأن الأيام وحدها كفيلة بعلاجه، بالإضافة الى حركية الحياة الجامعية وحيويتها التي سرعان ما ينخرط فيها الطالب عن طواعية وبمنتهى العفوية.
غير أن الوهم الفتَّاك الذي كثيرا ما يتلبَّس بعض الطلبة هو اعتقادهم أن مرحلة الجامعة ما هي الا مرحلة لجني الثمار، وأن كل شيء فيها سهل وأن الجامعة مرادفة للحرية المطلقة، وأن النجاح فيها بالمجان، ويرفع بعضهم شعار "الطلعة للجميع والدراسة لمن أراد" وهو شعار المتواكلين الكسالى، ثم سرعان ما يتبدد هذا الوهم حين يرى الطالب صرامة الأساتذة واقصائهم لكثير من الطلبة لأبسط الأسباب وجرِّهم للمجالس التأديبية والفصل من الجامعة.
وهناك وهم آخر لا يقل فتكاً عن وهم "ذهان السهولة" هو جهل الطالب بواقع جامعاتنا.
واقع جامعاتنا:
إن ذلك "التلميذ المدلل" الذي سيصبح "طالبا جامعيا" غيرُ ملِّم بشتَّى المشاكل التي تتخبط فيها جامعاتنا، تلك المشاكل التي تعتبر أكبر المنغِّصات التي ستفقده بعض حماسه واندفاعه، وتنكِّد عليه فرحة النجاح، ولا أزال أذكر صدمتي بواقع الجامعة والاقامة الجامعية التي كتبت إبَّانها قصيدتين شعريتين تعبِّران عن هول الصدمة والمفاجأة بعد نشوة النجاح، وتصوران بعض مشاهد المأساة وكان أن قلت في إحداها:
أنا من كنت أميرا وبطلْ ** أنا من صال وجال ووصلْ
فلما صرت تعيسا في الهملْ ** ولما صرت ذلولا كالجملْ
ولما صرت محوطا بالفشلْ ** هل أنا أتعس مخلوقٍ؟ أجلْ!!
فلما صرت تعيسا في الهملْ ** ولما صرت ذلولا كالجملْ
ولما صرت محوطا بالفشلْ ** هل أنا أتعس مخلوقٍ؟ أجلْ!!
وإن كانت مثل هذه القصائد الهزلية الساخرة من واقع الجامعة من إحدى أهم طرقنا للتخفيف من حدَّة المعاناة، وقَلْبِ الآلام لآمال والهزائم لانتصارات، فعلى الطالب أن يعرف واقع الجامعة على حقيقته كما هو بدون رتوش، فيدرك أن هناك:
- مشكل طوابير لا متناهية سواء في المطاعم الجامعية أو عند انتظار الحافلات وازدحام الطلبة بشكل همجي عليها. وهذا مشكل مُزمن يلاحقه طيلة تواجده بالجامعة، وهو وإن كان في نفسه يعبِّر عن عجز الجهة الوصية عن توفير أهم شروط التحصيل الجيد، فإنه يعبِّر من جهة أخرى عن تدني الوعي لدى الطالب الذي جعل الأكل أو حيازة مقعد في حافلة أكبر همِّه، مسيئا لسمعته ومكانته التي يجب أن تكون أكبر من هذه السفاسف.
- وهناك مشكل رداءة الوجبات طيلة أيام السنة وعدم تنوعها صيفا أو شتاء.
- بُعد كثير من الاقامات الجامعية عن الجامعة، مما يكلِّف كثير من الطلبة مشقة التنقل وركوب حافلات نقل طلبة.
- الاعتماد على النفس في كل شيء في غسل ثيابك وتنظيف غرفتك وهو أمر غير معتاد خاصة بالنسبة للذكور كما سلف ذكره.
- الغيابات المتكررة للأساتذة، يضاف إليها الاضرابات الطلابية وغيرها مما يعطل أحيانا كثيرة سير البرامج وتفويت الطالب لدروس ضرورية وهامة لا تعوض.
- ضعف التأطير إذ كثيرا ما يوكل للأساتذة مقاييس ليست من تخصصهم، وأحيانا عدم وجود أساتذة لتغطية تخصصات أخرى مما يَحرمُ الطلبة من التكوين الجيد.
- شيوع ثقافة التلقين والاملاء في المحاضرات وعدم وجود حلقات نقاشية بين الطالب والأستاذ، ومشكل كهذا يُفقد الجامعة أهم خصوصياتها المتمثلة في الكشف عن مواهب الطالب وقدراته والاستقلال برأيه وموقفه.
كيفية التَّعامل مع هذا الواقع؟؟
اذا عرف الطالب مختلف المشاكل التي تعانيها الجامعة وجب عليه التكيُّف معها، وعدم أخذ نفسه حسرات، وليعلم أنها مرحلة لابد منها وهي منقضية على كل حال وسيبقى له منها الذكريات الجميلة التي سيحِّن إليها يوما ما ولن يجد لإعادتها سبيلا.
ومن أجل التكيف والتأقلم الجيد والاستفادة القصوى من حياتك الجامعية انتخبت لك هذه المجموعة من النصائح والتوجيهات التي ستفيدك حتما في اجتياز الكثير من المعوقات والتحديات، وجعلتها على ثلاث مستويات منها ما هو متعلِّق بالجامعة ومنها ما هو خاص بالإقامة الجامعية وآخرها خارج اطار الجامعة وأعني به المحيط العام الذي تقع فيه الجامعة والاقامة.
1- في الجامعة:
- حاول منذ البداية أخذ تصور كلي عن الجامعة التي تدرس فيها، من معرفة مرافقها وأقسامها وقاعاتها ومكتبتها ومطعمها وأساتذتها وحتى العاملين فيها.(معرفةُ جغرافيةِ وخريطة الجامعة)
- حاول التعرف على قسمك ثم فوجك ثم توقيتك وقاعات المحاضرات والتطبيقات أو الورشات والمخابر وغيرها، وكذا التعرف على الطاقم الاداري الذي يسيِّر القسم، لأن معرفة ذلك تفيدك على الأقل في الاستفسار عن كل ما يطرأ عليك من تساؤلات.
- التعرف على لوحة الاعلانات أين تضع الادارة وبعض الأساتذة مختلف التوجيهات والتنويهات، لتظل مواكبا للتطورات، وكي لا تقع تحت طائلة الغفلة، ولا عذر ولا حجة للغافلين.
- حاول أخذ فكرة وتصور عن كل مقياس ومُعامِله ومتطلباته والأستاذ الذي يدرسه وطريقته أو منهجيته في الشرح والتناول،لأن لكل أستاذ طريقته الخاصة، وهذا عن طريق تقربك من الطلبة في المستويات الأخرى.
- واظب على حضور المحاضرات والتطبيقات مهما كانت وفي أي ساعة كانت لأن الغيابات إمَّا أن تؤدي لإقصائك أو تفويت خير كثير.
- حاول الاستفادة قدر الامكان من حضورك بفهم ما يلقي الأستاذ وتدوين المعلومات الهامة، وهذا ما يسمى بـ"الحضور الايجابي" الذي لا يكون من أجل تفادي التسجيل في لوحة الغيابات، وإنما من أجل الاستزادة والفهم.
- تفادى الدخول في جدالات ومهاترات سفسطائية عقيمة، من أجل الانتصار للذات والرأي بدعوى الاستقلالية، بل أنصت أكثر مما تتكلم، ولا تفوت على نفسك ما هو أهم.
- البعض يعتقد أن الأستاذ في الجامعة هو المصدر الوحيد للمعلومات وهذا خطأ فادح فأغلب الأساتذة لا يمدون الطلبة الا بالجزء اليسير من المعلومات خاصة مع كثرة غياباتهم بسبب العطل والمنح الدراسية الممنوحة لهم. لذا لا بد أن يعي الطالب جيدا أن التحصيل العلمي في الجامعة بخلاف التعليم الأساسي (ابتدائي، اكمالي، ثانوي) فهو يعتمد بالدرجة الأولى على البذل والتكوين الذاتي بقراءة الكتب وإعداد البحوث وغيرها، فيصبح للطالب استقلاله العلمي معتمدا على قدراته ومواهبه بعيدا عن الحشو والتلقين. وعن ثقافة الحفظ والاستظهار والاجترار لما يملي الأستاذ.
- بعد أن تتعرف على مختلف المقاييس التي ستدرسها في موسمك الدراسي اذهب الى فهرس المكتبة لتسجيل عناوين الكتب وأرقامها في سجل خاص، خاصة منها تلك التي لها علاقة بالمقاييس المقررة أو البحوث التي وجِّهت اليك، كي لا تضطر الى البحث عن الفهرس كل مرة وربما لن يصل اليك إلا بشق الانفس.
- التعامل بالاحترام في كل حين مع كل أحد من الصديق والأستاذ الى أبسط عامل.
- حاول دائما الاجتهاد والبذل أكثر من أجل التفوق، ولتكون أولى بالتكريم، ولِكَوْن تفوقك يفتح لك آفاقا أرحب للدراسات العليا، ولا حجة لمن يتذرع عن النجاح والتفوق بالمعوقات والمشاكل السالفة الذكر، بل ان نجاحه وسط هذا الواقع المرير يجعل لنجاحه طعما خاصا، وبل ويبوؤه مكانة بين أولي العزم من الرجال، لذلك كثيرا ما كنت أتحجج عن تقصيري في بعض مجالات السبق بالواقع والمعاناة، فيرد علي زميلي قائلا: "ليس العظيم من تخلقه الظروف بل هو الذي يخلق الظروف"
- مشكل طوابير لا متناهية سواء في المطاعم الجامعية أو عند انتظار الحافلات وازدحام الطلبة بشكل همجي عليها. وهذا مشكل مُزمن يلاحقه طيلة تواجده بالجامعة، وهو وإن كان في نفسه يعبِّر عن عجز الجهة الوصية عن توفير أهم شروط التحصيل الجيد، فإنه يعبِّر من جهة أخرى عن تدني الوعي لدى الطالب الذي جعل الأكل أو حيازة مقعد في حافلة أكبر همِّه، مسيئا لسمعته ومكانته التي يجب أن تكون أكبر من هذه السفاسف.
- وهناك مشكل رداءة الوجبات طيلة أيام السنة وعدم تنوعها صيفا أو شتاء.
- بُعد كثير من الاقامات الجامعية عن الجامعة، مما يكلِّف كثير من الطلبة مشقة التنقل وركوب حافلات نقل طلبة.
- الاعتماد على النفس في كل شيء في غسل ثيابك وتنظيف غرفتك وهو أمر غير معتاد خاصة بالنسبة للذكور كما سلف ذكره.
- الغيابات المتكررة للأساتذة، يضاف إليها الاضرابات الطلابية وغيرها مما يعطل أحيانا كثيرة سير البرامج وتفويت الطالب لدروس ضرورية وهامة لا تعوض.
- ضعف التأطير إذ كثيرا ما يوكل للأساتذة مقاييس ليست من تخصصهم، وأحيانا عدم وجود أساتذة لتغطية تخصصات أخرى مما يَحرمُ الطلبة من التكوين الجيد.
- شيوع ثقافة التلقين والاملاء في المحاضرات وعدم وجود حلقات نقاشية بين الطالب والأستاذ، ومشكل كهذا يُفقد الجامعة أهم خصوصياتها المتمثلة في الكشف عن مواهب الطالب وقدراته والاستقلال برأيه وموقفه.
كيفية التَّعامل مع هذا الواقع؟؟
اذا عرف الطالب مختلف المشاكل التي تعانيها الجامعة وجب عليه التكيُّف معها، وعدم أخذ نفسه حسرات، وليعلم أنها مرحلة لابد منها وهي منقضية على كل حال وسيبقى له منها الذكريات الجميلة التي سيحِّن إليها يوما ما ولن يجد لإعادتها سبيلا.
ومن أجل التكيف والتأقلم الجيد والاستفادة القصوى من حياتك الجامعية انتخبت لك هذه المجموعة من النصائح والتوجيهات التي ستفيدك حتما في اجتياز الكثير من المعوقات والتحديات، وجعلتها على ثلاث مستويات منها ما هو متعلِّق بالجامعة ومنها ما هو خاص بالإقامة الجامعية وآخرها خارج اطار الجامعة وأعني به المحيط العام الذي تقع فيه الجامعة والاقامة.
1- في الجامعة:
- حاول منذ البداية أخذ تصور كلي عن الجامعة التي تدرس فيها، من معرفة مرافقها وأقسامها وقاعاتها ومكتبتها ومطعمها وأساتذتها وحتى العاملين فيها.(معرفةُ جغرافيةِ وخريطة الجامعة)
- حاول التعرف على قسمك ثم فوجك ثم توقيتك وقاعات المحاضرات والتطبيقات أو الورشات والمخابر وغيرها، وكذا التعرف على الطاقم الاداري الذي يسيِّر القسم، لأن معرفة ذلك تفيدك على الأقل في الاستفسار عن كل ما يطرأ عليك من تساؤلات.
- التعرف على لوحة الاعلانات أين تضع الادارة وبعض الأساتذة مختلف التوجيهات والتنويهات، لتظل مواكبا للتطورات، وكي لا تقع تحت طائلة الغفلة، ولا عذر ولا حجة للغافلين.
- حاول أخذ فكرة وتصور عن كل مقياس ومُعامِله ومتطلباته والأستاذ الذي يدرسه وطريقته أو منهجيته في الشرح والتناول،لأن لكل أستاذ طريقته الخاصة، وهذا عن طريق تقربك من الطلبة في المستويات الأخرى.
- واظب على حضور المحاضرات والتطبيقات مهما كانت وفي أي ساعة كانت لأن الغيابات إمَّا أن تؤدي لإقصائك أو تفويت خير كثير.
- حاول الاستفادة قدر الامكان من حضورك بفهم ما يلقي الأستاذ وتدوين المعلومات الهامة، وهذا ما يسمى بـ"الحضور الايجابي" الذي لا يكون من أجل تفادي التسجيل في لوحة الغيابات، وإنما من أجل الاستزادة والفهم.
- تفادى الدخول في جدالات ومهاترات سفسطائية عقيمة، من أجل الانتصار للذات والرأي بدعوى الاستقلالية، بل أنصت أكثر مما تتكلم، ولا تفوت على نفسك ما هو أهم.
- البعض يعتقد أن الأستاذ في الجامعة هو المصدر الوحيد للمعلومات وهذا خطأ فادح فأغلب الأساتذة لا يمدون الطلبة الا بالجزء اليسير من المعلومات خاصة مع كثرة غياباتهم بسبب العطل والمنح الدراسية الممنوحة لهم. لذا لا بد أن يعي الطالب جيدا أن التحصيل العلمي في الجامعة بخلاف التعليم الأساسي (ابتدائي، اكمالي، ثانوي) فهو يعتمد بالدرجة الأولى على البذل والتكوين الذاتي بقراءة الكتب وإعداد البحوث وغيرها، فيصبح للطالب استقلاله العلمي معتمدا على قدراته ومواهبه بعيدا عن الحشو والتلقين. وعن ثقافة الحفظ والاستظهار والاجترار لما يملي الأستاذ.
- بعد أن تتعرف على مختلف المقاييس التي ستدرسها في موسمك الدراسي اذهب الى فهرس المكتبة لتسجيل عناوين الكتب وأرقامها في سجل خاص، خاصة منها تلك التي لها علاقة بالمقاييس المقررة أو البحوث التي وجِّهت اليك، كي لا تضطر الى البحث عن الفهرس كل مرة وربما لن يصل اليك إلا بشق الانفس.
- التعامل بالاحترام في كل حين مع كل أحد من الصديق والأستاذ الى أبسط عامل.
- حاول دائما الاجتهاد والبذل أكثر من أجل التفوق، ولتكون أولى بالتكريم، ولِكَوْن تفوقك يفتح لك آفاقا أرحب للدراسات العليا، ولا حجة لمن يتذرع عن النجاح والتفوق بالمعوقات والمشاكل السالفة الذكر، بل ان نجاحه وسط هذا الواقع المرير يجعل لنجاحه طعما خاصا، وبل ويبوؤه مكانة بين أولي العزم من الرجال، لذلك كثيرا ما كنت أتحجج عن تقصيري في بعض مجالات السبق بالواقع والمعاناة، فيرد علي زميلي قائلا: "ليس العظيم من تخلقه الظروف بل هو الذي يخلق الظروف"
ليس الزعامة و الطريق مَهُولَةٌ ** مثل الزعامة والطريق أمانُ
- حاول التعرف على كيفية احتساب المعدل في كل سداسي.
- تجنب دخول الامتحانات الاستدراكية والشاملة واجتهد لتحصيل المعدل في الامتحانات العادية، مع التأكيد على ضرورة التحصيل الأكاديمي العميق، وعدم صب الاهتمام على تضخيم العلامات والمعدل على حساب الاستيعاب والاستنفاع، فلا بدَّ من الفهم والتكوين في التخصص بكفاءة واقتدار.
- عند اعلان نتائج الامتحانات تأكد من علاماتك التي تحصلت عليها لكون الأخطاء ترد بالجملة.
- تعلم مهارات اقتصاد المنحة الجامعية واستثمراها فيما يفيد، بتخصيص جزءا منها _مثلا_ لشراء كتاب كل مرة، خاصة تلك الكتب التي تخدم تخصصك ومجال وظيفتك مستقبلا.
2- في الاقامة الجامعية:
الإقامة الجامعية هي بيت الطالب وحيُّه الجديد الذي يأوي اليه كل مساء، وله بالغ التأثير على تحصيله ومستواه الجامعي سلبا أو ايجابا، تبعا لتوفر شروط الاستقرار من عدمها، وتبعا للوسط الطلابي الذي سيكون فيه، بل ستؤثر على شخصيته وتكوينه بشكل عام، بما تتيحه له من التعرف على طلبة من مختلف الولايات ومن مختلف المشارب والاتجاهات الفكرية والسياسية، والذين سيستفيد منهم بمقدار تواصله معهم واحتكاكه بهم، كما أن الاقامة ليست مرقدا للنوم، بل هي وسط من المفروض أن يكون "المدينة الفاضلة" لأنه يضم نخبة المجتمع. والنقاط التالية قد تأخذ بيدك لحياة مميزة داخل الحي الجامعي:
- التعرف على الاقامة (جغرافيتها وخريطتها وحدودها).
- حاول التعرف على غرفتك، وحاول _رفقة شركاء الغرفة _ تنظيفها وترتيبها، وتأمينها بوضع أقفال وما الى ذلك.
- بادر إلى التعرُّف على أصدقاء الغرفة بمعرفة تخصصاتهم ومناطقهم الجغرافية، وتبادل معهم الخبرات والنصائح والمشاريع، وتجنب فرض آرائك، وخلق الخصومات لأتفه الأسباب، وحاول رفقتهم اقامة حلقات نقاشية دورية في شتى المواضيع التي تقترحونها، وأن لا يكون همكم تمضية الوقت وكسر الروتين باللعب والخمول.
- تعرف على مطعم ومكتبة ومسجد الاقامة وسائر المرافق الأخرى مثل النادي والملعب والادارة.. الخ.
- لا تصرف وقتك هدرا في طوابير الغداء والعشاء وحاول اقتناء كتاب للمطالعة أو ادارة حوار علمي مع رفاقك، وكذا اصطحاب الدروس والمحاضرات للمراجعة خاصة أثناء فترة الامتحانات.
- حاول أن لا تصرف معظم وقتك _خاصة في عطلة نهاية الاسبوع _في النوم، وانما استثمر وقتك في ممارسة الرياضة أو التنزه، أو في غسل ملابسك وإعادة تنظيف وترتيب الغرفة والبهو.
- لابد أن تدرك أن للطالب الجامعي منحة متواضعة جدا، ولكن رغم ذلك يمكن أن تنجز بها رغبات متواضعة مثل التنزه أو شراء كتب وأدوات وملابس.
- حاول المطالعة في غرفتك أو حفظ القرآن والاحاديث والاشعار، متى خلا لك الجو، وحاول كذلك فتح نقاشات علمية في عدَّة تخصصات مع رفاق الغرفة وأطلعهم على آخر مطالعاتك وحاول الاستماع اليهم في مجال تخصصهم، مثل هذه النقاشات تسمو بالطالب وتجعله أهلا لأن يكون نخبة المجتمع وزبدته، كما أنها تنسي الطالب الكثير من معاناته مع الحافلات والطوابير، وتعوضه بعضا من دفئ الأسرة.
- من الخطأ الانغلاق على النفس والعزلة وتجنب التعارف الذي هو من السنن التي وجهنا الله اليها، فكثير من الطلبة لا يحاول التعرف الا على من هم من ولايته وربما بلديته، وهكذا يفوِّت على نفسه التعرُّف على ثقافة وعادات وتقاليد وأنماط تفكير ولهجات ولايات أخرى، ولكون الانسان اجتماعي بطبعه، فلا بد أن يكون الطالب هو الأقدر على الانسجام في أي وسط وبيئة وأن يكون ذا تأثير وجاذبية فيمن حوله.
- حاول زيارة الأسرة كل شهر مرة على الأقل كي لا تشعر بعد تعودك على الحياة الجامعية أن الجو الأسري هو الآخر أصبح جديدا عليك.
3- الحياة في المحيط الجديد:
جدير بالقول أن مختلف النشاطات المنصوح بها في المحيط الجديد لا تكون على حساب الدراسة والاجتهاد، لأن أولى أولويات الطالب هو نجاحه في دراسته. ولكن متى رأى من نفسه التفرغ والرغبة فينصح بـ:
- التعرف على المحيط خارج الجامعة، فانه من الغبن أن ترتاد الجامعة لمدة لا بأس بها، وأنت لا تعرف المدينة أو الولاية الجديدة التي أنت فيها، لذلك من الجيد أن تتعرف على مختلف مرافق المدينة وادارتها ومحلاتها التجارية وغيرها، لأنك بالتأكيد ستحتاجها في أكثر من ظرف.
- الانخراط في النوادي العلمية والثقافية، والجمعيات، لتنمية هواياتك والانتقال بها لمرحلة الاحترافية، وتعلم مهارات جديدة.
- بالنسبة للتنظيمات الطلابية أنت على الخيار بين الانتساب إليها من عدمه، وان كان لا بأس بحضور سائر الأنشطة التي يقيمونها للتعرف على واجبات الطالب والامتيازات التي يحظى بها والتعرف على حقوقه المهضومة، وكذا حضور المعارض والملتقيات التي يقيمونها.
- أخذ تكوين في مجالات أخرى (تعلم السياقة، الاعلام الآلي، اللغات..)
- التسجيل في مختلف المكتبات البلدية، الولائية، أو الوطنية، وذلك يفيدك في اعداد بحوثك بتنويع مراجعك ومصادرك، وتوسيع مداركك.
- حضور الأنشطة الثقافية من ملتقيات ومحاضرات وأمسيات شعرية ومعارض وغيرها.
- التحلي بالأخلاق الحسنة والطيبة وخفة الروح، لتترك الذكر الحسن بعدك والأثر الطيب.
- تجنب إقامة العلاقات العاطفية والانسياق مع المشاعر العابرة والمتلهفة، وتأكد بأن ذلك لن يكون إلا على حساب تفوقك وربما نجاحك أيضا، وذلك هو الخسران المبين، فإن مراراة الرسوب مُضَاعَفَةٌ لحجم المأساة وتكرار لها.
- نظِّم أوقاتك عموما واجعل حياتك ملونة مليئة بالتجارب والمشاهد الممتعة.
- اقتصد في نفقاتك فلا تسرف ولا تبذر، ولا تكلِّف عائلتك ووالديك فوق ما يستطيعون.
- حاول بعد أخذك لهذه النصائح والعمل بها، أن توجه لها زملائك خاصة الجدد مثلك وكذا الذين يأتون من بعدك، لتُسهم بدورك في انتشال كثير من الطلبة من الضياع والحيرة والأوهام التي كنت أنت يوما ما عرضة لها.
4- قاعدة جامعة
القاعدة التي يجب أن تتمثل بها وأن تجعلها منهج حياتك الجامعية، هي أن تسعى عن عزم وإرادة الى استكشاف كل ما يعِّن في خاطرك، والاجابة عن مختلف الأسئلة التي تدور بخلدك، وأخذ تصور عن الحياة الجامعية بكل تفاصيلها، وأن لا تزهد في ذلك أو تقلل من شأنه، وأن لا تدع المستجدات تباغتك، فتكون لك ردود أفعال غير مؤسسة أو متهورة. أو أن تبقى خارج السرب غير ملِّم بما يحدث من حولك، فتفقد نكهة الحياة الجامعية وقيمتها الحقيقة، فتكون تجربتك الجامعية باهتة لم تضف لرصيدك العلمي وشخصيتك شيئا، كما حدث في قصة الذئب الذي دخل البستان جائعا وخرج منه جائعا وكاد أن يدفن فيه حيَّا.
- تجنب دخول الامتحانات الاستدراكية والشاملة واجتهد لتحصيل المعدل في الامتحانات العادية، مع التأكيد على ضرورة التحصيل الأكاديمي العميق، وعدم صب الاهتمام على تضخيم العلامات والمعدل على حساب الاستيعاب والاستنفاع، فلا بدَّ من الفهم والتكوين في التخصص بكفاءة واقتدار.
- عند اعلان نتائج الامتحانات تأكد من علاماتك التي تحصلت عليها لكون الأخطاء ترد بالجملة.
- تعلم مهارات اقتصاد المنحة الجامعية واستثمراها فيما يفيد، بتخصيص جزءا منها _مثلا_ لشراء كتاب كل مرة، خاصة تلك الكتب التي تخدم تخصصك ومجال وظيفتك مستقبلا.
2- في الاقامة الجامعية:
الإقامة الجامعية هي بيت الطالب وحيُّه الجديد الذي يأوي اليه كل مساء، وله بالغ التأثير على تحصيله ومستواه الجامعي سلبا أو ايجابا، تبعا لتوفر شروط الاستقرار من عدمها، وتبعا للوسط الطلابي الذي سيكون فيه، بل ستؤثر على شخصيته وتكوينه بشكل عام، بما تتيحه له من التعرف على طلبة من مختلف الولايات ومن مختلف المشارب والاتجاهات الفكرية والسياسية، والذين سيستفيد منهم بمقدار تواصله معهم واحتكاكه بهم، كما أن الاقامة ليست مرقدا للنوم، بل هي وسط من المفروض أن يكون "المدينة الفاضلة" لأنه يضم نخبة المجتمع. والنقاط التالية قد تأخذ بيدك لحياة مميزة داخل الحي الجامعي:
- التعرف على الاقامة (جغرافيتها وخريطتها وحدودها).
- حاول التعرف على غرفتك، وحاول _رفقة شركاء الغرفة _ تنظيفها وترتيبها، وتأمينها بوضع أقفال وما الى ذلك.
- بادر إلى التعرُّف على أصدقاء الغرفة بمعرفة تخصصاتهم ومناطقهم الجغرافية، وتبادل معهم الخبرات والنصائح والمشاريع، وتجنب فرض آرائك، وخلق الخصومات لأتفه الأسباب، وحاول رفقتهم اقامة حلقات نقاشية دورية في شتى المواضيع التي تقترحونها، وأن لا يكون همكم تمضية الوقت وكسر الروتين باللعب والخمول.
- تعرف على مطعم ومكتبة ومسجد الاقامة وسائر المرافق الأخرى مثل النادي والملعب والادارة.. الخ.
- لا تصرف وقتك هدرا في طوابير الغداء والعشاء وحاول اقتناء كتاب للمطالعة أو ادارة حوار علمي مع رفاقك، وكذا اصطحاب الدروس والمحاضرات للمراجعة خاصة أثناء فترة الامتحانات.
- حاول أن لا تصرف معظم وقتك _خاصة في عطلة نهاية الاسبوع _في النوم، وانما استثمر وقتك في ممارسة الرياضة أو التنزه، أو في غسل ملابسك وإعادة تنظيف وترتيب الغرفة والبهو.
- لابد أن تدرك أن للطالب الجامعي منحة متواضعة جدا، ولكن رغم ذلك يمكن أن تنجز بها رغبات متواضعة مثل التنزه أو شراء كتب وأدوات وملابس.
- حاول المطالعة في غرفتك أو حفظ القرآن والاحاديث والاشعار، متى خلا لك الجو، وحاول كذلك فتح نقاشات علمية في عدَّة تخصصات مع رفاق الغرفة وأطلعهم على آخر مطالعاتك وحاول الاستماع اليهم في مجال تخصصهم، مثل هذه النقاشات تسمو بالطالب وتجعله أهلا لأن يكون نخبة المجتمع وزبدته، كما أنها تنسي الطالب الكثير من معاناته مع الحافلات والطوابير، وتعوضه بعضا من دفئ الأسرة.
- من الخطأ الانغلاق على النفس والعزلة وتجنب التعارف الذي هو من السنن التي وجهنا الله اليها، فكثير من الطلبة لا يحاول التعرف الا على من هم من ولايته وربما بلديته، وهكذا يفوِّت على نفسه التعرُّف على ثقافة وعادات وتقاليد وأنماط تفكير ولهجات ولايات أخرى، ولكون الانسان اجتماعي بطبعه، فلا بد أن يكون الطالب هو الأقدر على الانسجام في أي وسط وبيئة وأن يكون ذا تأثير وجاذبية فيمن حوله.
- حاول زيارة الأسرة كل شهر مرة على الأقل كي لا تشعر بعد تعودك على الحياة الجامعية أن الجو الأسري هو الآخر أصبح جديدا عليك.
3- الحياة في المحيط الجديد:
جدير بالقول أن مختلف النشاطات المنصوح بها في المحيط الجديد لا تكون على حساب الدراسة والاجتهاد، لأن أولى أولويات الطالب هو نجاحه في دراسته. ولكن متى رأى من نفسه التفرغ والرغبة فينصح بـ:
- التعرف على المحيط خارج الجامعة، فانه من الغبن أن ترتاد الجامعة لمدة لا بأس بها، وأنت لا تعرف المدينة أو الولاية الجديدة التي أنت فيها، لذلك من الجيد أن تتعرف على مختلف مرافق المدينة وادارتها ومحلاتها التجارية وغيرها، لأنك بالتأكيد ستحتاجها في أكثر من ظرف.
- الانخراط في النوادي العلمية والثقافية، والجمعيات، لتنمية هواياتك والانتقال بها لمرحلة الاحترافية، وتعلم مهارات جديدة.
- بالنسبة للتنظيمات الطلابية أنت على الخيار بين الانتساب إليها من عدمه، وان كان لا بأس بحضور سائر الأنشطة التي يقيمونها للتعرف على واجبات الطالب والامتيازات التي يحظى بها والتعرف على حقوقه المهضومة، وكذا حضور المعارض والملتقيات التي يقيمونها.
- أخذ تكوين في مجالات أخرى (تعلم السياقة، الاعلام الآلي، اللغات..)
- التسجيل في مختلف المكتبات البلدية، الولائية، أو الوطنية، وذلك يفيدك في اعداد بحوثك بتنويع مراجعك ومصادرك، وتوسيع مداركك.
- حضور الأنشطة الثقافية من ملتقيات ومحاضرات وأمسيات شعرية ومعارض وغيرها.
- التحلي بالأخلاق الحسنة والطيبة وخفة الروح، لتترك الذكر الحسن بعدك والأثر الطيب.
- تجنب إقامة العلاقات العاطفية والانسياق مع المشاعر العابرة والمتلهفة، وتأكد بأن ذلك لن يكون إلا على حساب تفوقك وربما نجاحك أيضا، وذلك هو الخسران المبين، فإن مراراة الرسوب مُضَاعَفَةٌ لحجم المأساة وتكرار لها.
- نظِّم أوقاتك عموما واجعل حياتك ملونة مليئة بالتجارب والمشاهد الممتعة.
- اقتصد في نفقاتك فلا تسرف ولا تبذر، ولا تكلِّف عائلتك ووالديك فوق ما يستطيعون.
- حاول بعد أخذك لهذه النصائح والعمل بها، أن توجه لها زملائك خاصة الجدد مثلك وكذا الذين يأتون من بعدك، لتُسهم بدورك في انتشال كثير من الطلبة من الضياع والحيرة والأوهام التي كنت أنت يوما ما عرضة لها.
4- قاعدة جامعة
القاعدة التي يجب أن تتمثل بها وأن تجعلها منهج حياتك الجامعية، هي أن تسعى عن عزم وإرادة الى استكشاف كل ما يعِّن في خاطرك، والاجابة عن مختلف الأسئلة التي تدور بخلدك، وأخذ تصور عن الحياة الجامعية بكل تفاصيلها، وأن لا تزهد في ذلك أو تقلل من شأنه، وأن لا تدع المستجدات تباغتك، فتكون لك ردود أفعال غير مؤسسة أو متهورة. أو أن تبقى خارج السرب غير ملِّم بما يحدث من حولك، فتفقد نكهة الحياة الجامعية وقيمتها الحقيقة، فتكون تجربتك الجامعية باهتة لم تضف لرصيدك العلمي وشخصيتك شيئا، كما حدث في قصة الذئب الذي دخل البستان جائعا وخرج منه جائعا وكاد أن يدفن فيه حيَّا.
يوم السبت 1 سبتمبر 2012
نشر المقال بجريدة البصائر العدد 617 ويمكن تحميله من الرابط التالي:
منتديات دزاير سات - dzair-Sat Forum :: منتديات التعليم :: الجامعة و البحث العلمي :: قسم الطور الجامعي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى