حلاوة الصلاة
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
حلاوة الصلاة
لِلْفِرَاش دِفْئِه بِالَأَكَيد , لَكِن ثَمَّة مَاهُو أَكْثَر دِفْئا مِن
الْفِرَاش .. إِنَّه الِدِفْء الْقَلْبِي الْنَّابِع مِن الْسَّمَاع ( الْوَاعِي ) .
أَو الْقِرَاءَة ( الْوَاعِيَة ) , لَآَيَات الْقُرْآَن الْكَرِيْم .
لَقَد كَان الْصَّحَابَة – رِضْوَان الّلَه عَلَيْهِم – يَجِدُوْن لُقْمَة
الْعَيْش بِمَشَقَّة بَالِغَة , لِذَا فَكُل حَيَاتِهِم - طَوَال الْنَّهَار -
عَمِل وَكَد , وَحِيْن يُسْدِل الْنَّهَار سِتَارَه , وَيُحِل الْعِشَاء ,
يَكُوْن الْتَّعَب قَد أَخَذ مِنْهُم كُل مَا أَخَذ , لَكِنَّهُم لَا يُمْكِن أَن
يُفَكِّرُوْا , بِالْقُرْب مِن فُرُشِهِم , مَع رَغْبَتِهِم الْشَّدِيْدَة فِي
ذَلِك , خَشْيَة أَن تَأْخُذَهُم غَفْوَة , فَتَفُوْتُهُم الصَّلَاة , لِذَا أَثْنَى
الْلَّه عَلَيْهِم بِقَوْلِه : ( تَتَجَافَى جُنُوْبُهُم عَن الْمَضَاجِع خَوْفا
وَطَمَعا ) .. ثُم حِيْن يَمْنَحُوْن أَجْسَادِهِم قَدْرا مِن الْرَّاحَة ,
يَسْتَيْقِظُوْن لِيَأْخُذُوَا نَصِيْبَهُم مِن صَلَاة الْلَّيْل , فَهِي تُمَثِّل
لَهُم ( شَحْنَا ) رَوَحَيّا , يَنْعَكِس قُوَّة جَسَدِيَّة .. أَلَيْس الْمُصْطَفَى
صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم – يَقُوْل ( يَقْعُد الْشَّيْطَان عَلَى
قَافِيَة رَأْس أَحَدِكُم إِذَا هُو نَائِم , ثَلَاث عُقَد , يَضْرِب مَكَان
كُل عُقْدَة , عَلَيْك لَيْل طَوِيْل فَأَرْقُد , فَإِن اسْتَيْقَظ فَذَكَر الْلَّه
انْحَلَّت عُقْدَة , فَإِن تَوَضَّأ انْحَلَّت عُقْدَة , فَإِن صَلَّى انْحَلَّت
عُقْدَة , فَأَصْبَح نَشِيْطا طَيِّب الْنَّفْس , وَإِلّا أَصْبَح خَبِيْث
الْنَّفْس كَسْلَان ) .
لَقَد كَان قُدْوَتِهِم الْمُصْطَفَى – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم , تُمَثِّل
الصَّلَاة لَه نَفْضَا لِكُل ( غُبَار ) الْتَّعَب , الْحِسِّي وَالْمَعْنَوِي ( كَان
إِذَا حَز بِه أَمْر فَزَع إِلَى الصَّلَاة ) . . وَكَان يَقُوْل – حِيْن يَحْضُر
وَقْت الصَّلَاة – لِمُؤَذِّنِه ( يَابِلَال أَقِم الَّصَلَاة أُرِحْنْا بِهَا ) .
لَكِن هَذِه الْرَّاحَة لَا يُحِس بِهَا , إِلَى مَن ذَاق حَلَاوَة الصَّلَاة ,
وَأَوْلَى الْنَّاس بِأَن يَذُوْق حَلْاوَتُهَا أُوْلَئِك الَّذِيْن أَصْبَحَت
سَاعَاتِهِم الْبَيُوْلُوْجِيَّة تُنَبِّهُهُم لَهَا قَبْل أَن يَصْدَح الْمُؤَذِّن
بِالَآذَآن , ثُم هُم حِيْن يَسْمَعُوْن الْأَذَان لَا يَكُوْن لَهُم هُم سِوَى
الْأَشْتِغَال بِالصَّلَاة , يُسَارِعُوْن إِلَى الْوُضُوْء , وَيَسْتَشْعِرُون ,
أَثْنَاء وُضُوْئِهِم , كَيْف يُغَسَّل الْمَاء الْمُنْسَكِب عَلَى كُل عُضْو مِن
أَعْضَائِهِم , مَاعَلِق بِه مَن الْخَطَايَا .. ثُم حِيْن يَدْخُل الْمُسْلِم
فِي صَلَاتِه وَّيُنَاجِي رَبَّه , تَرَى كَيْف سَيَخْرُج مِنْهَا .. لَقَد شُبِّه
الْمُصْطَفَى – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم – الصَّلَاة بِالْنَّهْر , الَّذِي
يَسْتَحِم فِيْه الْمُسْلِم فِيْه الْمُسْلِم , كُل يَوْم خَمْس مَرَّات .. ثُم تَسَاءَل :
فَهَل تَرَوْن يَبْقَى مِن دَرَنِه شَيْء ؟ !
سَمِع عَامِر بْن عَبْدِاللّه الْمُؤَذِّن وَهُو يَجُوْد بِنَفْسِه , فَقَال
خُذُوْا بِيَدِي فَقِيْل انَّك عَلِيّل , قَال : أَسْمَع دَاعِي الْلَّه فَلَا
أُجِيْبُه ؟ فَأَخَذُوا بِيَدِه فَدَخَل مَع الْإِمَام فِي الْمَغْرِب فَرَكَع
رَكْعَة ثُم مَات .
وَمَن ثُم فَلَا غَرُّوَا أَن يَكُوْن – ضِمْن الْسَّبْعَة الَّذِيْن يُظِلَّهُم
الْلَّه , فِي ظِل عَرْشِه يَوْم لَا ظِل إِلَّا ظِلُّه : رَجُل قَلْبُه مُعَلَّق
بِالْمَسَاجِد .
بِقَلَم : د . عَبْدُالْعَزِيْز الْمُقْبِل.
رد: حلاوة الصلاة
شكرآ علي الطرح
شكرآ علي أبداعكم
شكرآ على عطائكم
شكرآ علي تميزكم
شكرآ علي مجهودكم
شكرآ علي نشاطكم الدائم
شكرآ علي مشاركتكم الرائعه
في أنتظار كل جديدكم
تحياتي وتقديري
ودي لكم
اخوكم انور ابو البصل
شكرآ علي أبداعكم
شكرآ على عطائكم
شكرآ علي تميزكم
شكرآ علي مجهودكم
شكرآ علي نشاطكم الدائم
شكرآ علي مشاركتكم الرائعه
في أنتظار كل جديدكم
تحياتي وتقديري
ودي لكم
اخوكم انور ابو البصل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى